منتــــدى الحــب فى الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتــــدى الحــب فى الله

المنتدى يشمل على الدين وبجميع ما يتعلق بالاسلام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول الحب فى الله الحب فى الله

 

 أبو طلحة الأنصاري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد
المشرف العام
المشرف العام
محمد


عدد الرسائل : 584
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 16/05/2008

أبو طلحة الأنصاري Empty
مُساهمةموضوع: أبو طلحة الأنصاري   أبو طلحة الأنصاري I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 24, 2008 3:03 pm

بدأت قصة إسلام هذا الصحابي يوم أراد أن يخطب أم سُليم ، حيث ذهب إليها فلما بلغ منزلها ، واستأذن إليها ، فعرض نفسه عليها . فقالت : إن مثلك لا يُرد ، ولكني لن أتزوجك فأنت رجل كافر . فقال : والله ما هذا الذي يمنعكِ مني يا أم سليم . ـ قالت : فماذا إذاً ؟! قال : الذهب والفضة . " يعني أنها آثرت غيره عليه أكثر غنىً منه " . قالت : بل إني أشهِدك ، وأشهد الله ورسوله ؛ أنك إن أسلمت رضيت بك زوجاً ، وجعلت إسلامك لي مهراً .

فلما سمع هذا الصحابي كلام أم سليم ، انصرف ذهنه إلى صنمه الذي اتخذه من الخشب ، يتوجه إليه بالعبادة . هنا قالت أم سليم له : ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده من دون الله قد نبت من الأرض ؟! فقال : بلى .
قالت : ألا تشعر بالخجل وأنت تعبد جزع شجرة ، جعلت بعضه لك إلهاً، بينما جعل غيرك بعضه الآخر وقوداً يخبز عليه عجينه ؟! قال : ومَن لي بالإسلام ؟ . ـ قالت : أنا أعلمك كيف تدخل فيه : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ثم تذهب إلى بيتك فتحطم صنمك وترمي به . ففعل كل ذلك وأسلم لله عز وجل.. ثم تزوَّج من أم سليم . فكان المسلمون يقولون : " ما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم ، فقد جعلت مهرها الإسلام"

أحب هذا الصحابي رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، فكان يديم النظر إليه ولا يرتوي من الاستماع إلى عذب حديثه فلما كان يوم أُحد ؛ انكشف المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، فنفذ إليه المشركون من كل جانب ، فكسروا رَباعيته ، وشجوا جبينه ، وجرحوا شفته ، وأسالوا الدم على وجهه . عندها انتصب رضى الله عنه أمام رسول الله كالجبل الراسخ ، ووقف عليه الصلاة والسلام خلفه يتترس به ، وأخذ يرمي سهامه على جنود المشركين واحداً بعد واحد ، وما زال ينافح عن رسول الله حتى كسر ثلاث أقواس ، وقتل كثيراً من جند المشركين .
كان هذا الصحابي جواداً بنفسه في ساعات البأس ، وكان جواداً بماله في مواقف البذل :
من ذلك أنه كان له بستان من نخيل وأعناب لم تعرف المدينة بستاناً أعظم منه شجراً ، ولا أطيب ثمراً ، ولا أعذب منه ماءً . وبينما كان رضى الله عنه يصلي في بستانه ، أثار انتباهه طائر أخضر اللون ، أحمر المنقار ، فأعجبه منظره ، وشرد عن صلاته بسببه ، فلم يدرِ كم صلى ثلاثاً أم أربعاً . فلما فرغ من صلاته ذهب إلى رسول الله ، وشكا له نفسه التي شغلها البستان والطائر عن الصلاة ، ثم قال : أشهد يا رسول الله أني جعلت هذا البستان صدقة لله تعالى ، فضعه حيث يحب الله ورسوله .

عاش هذا الصحابي حياته صائماً مجاهداً ، فقد أثر عنه أنه بقي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم نحواً من ثلاثين عاماً صائماً ، لم يفطر إلا حيث يَحرم الصوم . ولما عزم المسلمون على أن يغزوا في البحر في خلافة عثمان رضي الله عنه ، أخذ رضى الله عنه يجهز نفسه للخروج مع المسلمين ، فقال له أبناؤه :
" يرحمك الله يا أبانا ، لقد صرت شيخاً كبيراً ، وقد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ، فهلا رَكَنتَ إلى الراحة ، وتركتنا نغزوا عنك " . فقال : إن الله عزَّ وجل يقول : " انفروا خفافا وثفالا " ( سورة التوبة : من آية " 41 " ) فهو قد استنفرنا جميعاً شيوخاً وشباباً .. ثم أبى إلا الخروج . وبينما هو على ظهر السفينة مع جند المسلمين في وسط البحر ، مرض مرضاً شديداً فارق على إثره الحياة . وأخذ المسلمون يبحثون له عن جزيرة ليدفنوه فيها ، فلم يجدوا طلبهم إلا بعد سبعة أيام .

وفي عرض البحر ـ بعيداً عن الأهل والوطن ـ دُفِنَ هذا الصحابي . وماذا يضره بُعدهُ عن الناس ما دام قريباً من الله عزَّ وجل ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبو طلحة الأنصاري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتــــدى الحــب فى الله :: منتدى الإسلامي :: حياات الصحابه وموتهم-
انتقل الى: